في قسم حلول المناهج الدراسية كامله بواسطة
قصة ديك الجدة فريدة نص ديك الجدة فريدة


ديك الجدة فريدة

ديك الجدة فريدة كامل

نص ديك الجدة فريدة

قصة ديك الجدة فريدة

قصه ديك الجدة فريدة

نص ديك الجدة فريدة الجزء الثاني

نص ديك الجدة فريدة ؟



ديك الجدَّة فريدة ( الجزء الأول )

قالت الثمانينية (فريدة) ذات الشعر الخفيف والعينين الزرقاوتين : ليس ديكًا عادياً، وهي تنظر بحسرة إلى ديكها الضخم، وقد ربط جارها قدميه ورماه بين يديها قائلا بغضب: للمرة الألف ، يا سيدة فريدة، امسكي بهذا الديك المشاكس واحتفظي به داخل أسوار حديقتك.  ولم تعرف الجدَّة - التي شحب وجهها وعبس فجأة- بما تجيب، فلطالما حمل جيرانها الديك ورموه عند قدميها لتجد له حلاً، ولكنها كانت في كل مرة تفشل فشلاً ذريعاً. وكررت قولها ذاته الذي يدل على أنه لن تجد حلاً: تعرفُ أنه ليس ديكاً عادياً بالنسبة إليّ ، فقد ربَّيته منذ كان صوصًا صغيراً. فقال وقد علا صوته: ديكك أفقدني أعصابي، ثم تنبَّه للخطأ الذي وقع فيه فقال: أعتذر عن رفع صوتي سيدتي، ولكن لا أظن أحدًا من أهل القرية يهتم لكل الأسباب التي تذكرينها عن هذا الديك المشاكس الذي لا تريدين أن تنسي أنه كان صوصاً صغيرًا ضعيفاً في يوم ما. وقبل أن تَرُدَّ بحرف، أتبع كلامه بنبرة تهديد: ألف مرة أمسَكَ الجيران ديكك هذا ، وأحضروه لك، ولكن لن يكون هناك ألف مرة ومرة أخرى يا سيدة فريدة.  أمالت الجدَّة رأسها إلى صدرها، وسكتت فلم تتكلم، لأنها تعرف إلى ماذا يلمّح جارها الذي كان منذ خمسين عاماً لحَّام القرية الوحيد. فقد سمعت التهديد الصريح من كل الجيران الذين هاجمهم الديك، وأولادهم، ومواشيهم، وحتى كلابهم، والذي أجمعوا فيه على أنهم سينتقمون منه، إنها المرة الأخيرة إذن.  قالت هذا وهي تكلم نفسها وتغلق بوابة الحديقة الحديدية السوداء القديمة، وتسرع إلى فك قدمي الديك الذي انتفض نافشًا ريشه الزمردي اللمَّاع، قاذفاً بنفسه قريبًا من البوابة القديمة، وكأنه يعترض على إغلاقها الذي سدَّ عليه أبواب هوايته الوحيدة.  لكن الجدَّة فريدة كانت قد أقسمت هذا النهار بالذات على إبقاء البوابة مغلقة إلى أن تجد الحلَّ النهائي، لذا راحت تمشي ذهاباً وإياباً وهي تنظر إلى ديكها الغاضب ينقر البوابة نقرات متتالية رتيبة غاضبة.  وفجأة! صرخت الجدَّة : وجدْتُها.  أسرعت الجدَّة خلف الدَّار، وأسندت السلم الخشبي العتيق على بوابة السقيفة، وأمسكت بطرفيه بكلتا قبضتيها منتظرة عودة جارها الرياضي الشاب، الذي رجَت منه أن يساعدها في إنزال مرآة عرسها القديمة، التي خبأتها في السقيفة أكثر من ستين سنة.

ديك الجدَّة فريدة ( الجزء الثاني )

ولولا خوفها - اليوم بالذات- من تهديد جارها اللحَّام الذي طال ديكها، لما أبدعت في أفكارها، ولما تذكرت المرآة، ولا تذكرت عضلات جارها القويّ، وما إن غادر الجار الشاب بيتها بعد أن أسند المرآة إلى جدار الحديقة قرب البوابة، حتى سارعت إلى نفض الغبار عنها ثم تلميعها استعداداً لتنفيذ خطة إنقاذ ديكها الأخيرة.  ترك الديك نقر البوابة، واتجه ناظراً بفضول إلى الديك الواقف قُبالَه، متراجعاً خطوات إلى الخلف، ثم سارع كالبرق ناقراً ديك المرآة نقرةً قويةً وقع على أثرها أرضاً، لكنه ما لبث أن نهض جامعاً قواه، ونقره ثانية، فوقع من جديد، وكرر عمله هذا أكثر من عشر مرات حتى أصيب بعدها بالإرهاق الشديد، فدخل إلى قفصه ونام حتى الصباح.  وعاد صباحاً لنقر غريمه المتستر في المرآة فحدث معه ما حدث في اليوم السابق، وقضى بقية النهار يلتقط طعامه من تراب الحديقة بهدوء، حتى أنَّه لم يعد يهتم أبداً لفتح البوابة، فلم يفكر في ملاحقة طفل، أو رجل، أو كلب أو هرّ.  شاع في القرية الشعور بالأمان من الديك المشاكس؛ فتباطأت خطوات المارَّة قرب بيت الجدَّة، تطور الأمر بهم، فأطلت بعض النساء إلى داخل الحديقة لتراقب الديك ينقر طعامه بهدوء، بينما الجدَّة تسقي نبات حديقتها، أو تقطف ثمار الأشجار، أو - كما قالت إحدى جاراتها - تترنَّم بأغنية جميلة.  وأقسمت جارة أخرى أنها أصرت على دعوتها إلى شرب فنجان قهوة على مرأى ومسمع من الديك، كما أقسمت أنها لم تتفاخر أبداً بفكرتها العبقرية، ولكنها كانت تسترق النظر إلى ريش ديكها الزمردي بإعجاب المنقذ، ويرقص قلبها فرحاً وتضحك عيناها الزرقاوتان بسعادة.

إجابتك

اسمك الذي سيظهر (اختياري):
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (912ألف نقاط)
قصة ديك الجدة فريدة نص ديك الجدة فريدة

اسئلة متعلقة

...